ملخص درس التنافس الامبريالي واندلاع الحرب العالمية الأولى، أولى باك علوم



تقديم إشكالي: أدت التطورات الاقتصادية التي عرفتها أوربا خلال القرن 19م إلى احتدام التنافس الاستعماري حول المستعمرات خلال النصف الثاني من القرن 19م وبداية القرن 20م، مما أدى إلى اندلاع الحرب العالمية الأولى سنة 1914م. ما مظاهر التنافس الإمبريالي؟ وما أهم الأحلاف بين الدول الإمبريالية؟ وما مظاهر التسابق نحو التسلح؟ و ما دور الأزمات الدولية في اندلاع الحرب العالمية الأولى؟
       I.            مظاهر التنافس الاستعماري.
      1.            مظاهر التنافس الاقتصادي بين القوى الإمبريالية خلال القرن 19م.
- اشتداد التنافس الاقتصادي بین الدول الأوربية على الأسواق الخارجية، حيث ظهرت قوى صناعية منافسة لإنجلترا (كانت القوة الصناعية الأولى دون منافس قبل سنة 1860م)، مثل ألمانيا، والولايات المتحدة الأمريكية، وفرنسا...
- تزايد التنافس الاستعماري بين الدول الامبريالية من أجل السيطرة على الأسواق الخارجية بهدف تصريف فائض الإنتاج الصناعي، وجلب المواد الأولية،  والتخفيف من حدة المشاكل الاجتماعية والأزمات الاقتصادية الدوریة.
      2.            مظاهر التنافس السياسي بين القوى الإمبريالية حول المستعمرات.
ارتبط التنافس السياسي بين الدول الأوربية قبيل سنة 1914م بمصالح,كل دولة والتي یمكن تحدیدھا على الشكل الآتي:
- بریطانیا: تحاول الحفاظ على امبراطوريتها، والتحكم في الملاحة البحریة العالمية، تتضايق من القوة البحریة الألمانية المتنامية.
- ألمانيا: اھتمت بالتوسع الإمبريالي شرق أوربا ومنافسة القوتين الاستعماريتين إنجلترا و فرنسا بإفريقيا.
- فرنسا: تطلعت إلى استرجاع الألزاس واللورين المحتلتین من طرف ألمانيا، واستكمال بناء إمبراطوریتھا الاستعمارية.
- إيطاليا: أرادت التوسع على حساب النمسا، والحصول على نصیبھا من المستعمرات خاصة في ليبيا.
- النمسا-المجر: ناهضت تحرر القوميات السلافية بزعامة صربیا.
- روسبا: عملت على حمایة صربیا والشعوب السلافية في البلقان والتحكم في المضايق البحرية.
                            II.            الأحلاف العسكرية بين الدول الرأسمالية.
    1.              نظام الأحلاف البيسماركي (1871م-1890م)
عرفت أوربا في نهاية القرن 19م عقد مجموعة من الأحلاف السياسية الثنائية والثلاثية أهمها:
- التحالف الثلاثي بين ألمانيا والنمسا وروسا سنة 1873م، الذي استھدف ضمان أمن ألمانيا من أي ھجوم فرنسي محتمل.
- التحالف الألماني-النمساوي سنة 1879م بعد انسحاب روسيا بسبب تعارض مصالحها مع النمسا في البلقان.
- التحالف الثلاثي الألماني- النمساوي- الإيطالي  سنة 1882م حلف دفاعي ضد أي ھجوم خارجي.
    2.              نظام الأحلاف الفرنسي (1891-1907م)
كرد فعل للأحلاف التي أقامتها ألمانيا مع حلفائها، سارعت فرنسا لإقامة أحلاف سياسية وعسكرية أهمها:
- التقارب الفرنسيالروسي سنة1892م توخى الدفاع عن حدود الدولتين ضد أي ھجوم محتمل من طرف دول التحالف الثلاثي.
- الاتفاق الودي الفرنسيالإنجليزي  سنة 1904 استھدف تسوية الصراع الاستعماري الثنائي حول المغرب ومصر.
- الوفاق الثلاثي الفرنسيالإنجليزي الروسي سنة 1907 حلف عسكري موجه ضد التحالف الثلاثي وخاصة ألمانيا.
 انتهت التحالفات بتكوين حلفين متنافرین ھما التحالف الثلاثي (ألمانيا، النمسا، إيطاليا) والوفاق الثلاثي (فرنسا، بريطانيا، روسيا).
                         III.            مظاهر التسابق نحو التسلح وردود الفعل إزاءها.
1.      تطور النفقات العسكرية وتفسيره.
من مظاهر التسابق نحو التسلح بين الدول الامبريالية: الزيادة في النفقات العسكرية بعد سن قوانين عسكرية جديدة، تشجع على الرفع من النفقات العسكرية، وتطوير العتاد الحربي، وإلزامية الخدمة العسكرية، كما تم الرفع من عدد الجنود، وإجبارية التجنيد لدى بعض الدول... حيث تفوقت فرنسا كقرة عسكرية في الجو، وانجلترا في البحر وألمانيا في البر.
من أهم الأسباب التي أدت إلى تسابق الدول الإمبريالية نحو التسلح، هو الفشل في حل الخلافات السياسية التي أدت إلى تكوين الحلفين الثلاثيين، فأدركت الدول اقتراب الأزمة فأخذت تسارعت إلى التسابق نحو التسلح، بالإضافة إلى طموح ألمانيا إلى الاستفادة من المستعمرات بعد أن فشلت في تحقيق نتائج مهمة عن طريق المفاوضات.
2.      ردود الفعل ضد سياسة التسابق نحو التسلح.
لقيت السياسة التي نهجتها الدول الامبريالية في المجال العسكري معارضة شديدة من طرف الأحزاب الاشتراكية، حيث اعتبرت أن الحرب تعمل على إقحام العمال في صراع ضد إخوانهم في البلدان الأخرى، كما أن المتضرر الأكبر من الحرب هي الطبقة البروليتارية، حيث أكدت الأممية الاشتراكية الثانية على التطور السلمي وليس على الحرب.
 IV.            الأزمات السياسية الكبرى واندلاع الحرب العالمية الأولى
1.      الأزمات المغربية بين 1905-1911م,
  أ- المسألة المغربية الأولى سنة 1905م: مهدت فرنسا لاحتلال المغرب بعقد اتفاقيات مع كل من إيطاليا وإنجلترا وإسبانيا، مما أثار غضب ألمانيا فقام الإمبراطور الألماني كيوم الثاني بزيارة مدينة طنجة سنة 1905م وألقى بها خطابا عبر فيه عن ضرورة احترام سيادة واستقلال المغرب، فتم عقد مؤتمر الجزيرة الخضراء سنة 1906م لتدارس المسألة المغربية، وكان من أهم نتائجه، انتصار فرنسا سياسيا وتأكيد مصالحها الأمنية والاقتصادية بالمغرب.
ب – المسألة المغربية الثانية سنة 1908: بعد معارضة ألمانيا مشروع فرنسا السياسي الذي يهدف إلى السيطرة على المغرب، قامت ألمانيا بمساعدة الجنود الفارين من الفرقة الأجنبية بالمغرب، وبعد توتر العلاقات بينهما تم عقد تصريح مشترك يقضي بالمحافظة على المساواة الاقتصادية بينها في المغرب، والاعتراف بالمصالح السياسية والأمنية لفرنسا على المغرب.
ج – الأزمة الثالثة والمعروفة بأزمة أكادير لسنة 1911م: كان رد فعل لألمانيا إزاء الاحتلال الفرنسي لمدينة فاس سنة 1911م، هو إرسال بارجة حربية إلى أكادير، وانتهت الأزمة بتنازل فرنسا عن الكونغو لألمانيا مقابل عدم منافسة ألمانيا لفرنسا على المغرب.
2.      أزمات البلقان بين 1908و 1913م
- أزمة البلقان الأولى 1908-1909: أقدمت النمسا على ضم إقليم البوسنة والهرسك سنة 1908م، مما أثار غضب صربيا التي كانت تتطلع إلى إقامة الوحدة السلافية في البلقان  بدعم من روسيا، كما عبرت ألمانيا عن دعم النمسا، وانتهت الأزمة بتراجع صربيا وروسيا حفاظا على السلام العالمي.
- أزمة البلقان الثانية ماي 1913م: انفجرت هذه الأزمة بسبب نهج الإمبراطورية العثمانية لسياسة التتريك في دول البلقان، فدخلت دول الرابطة البلقانية (صربيا، اليونان، بلغاريا) بدعم من روسيا في حرب ضد الإمبراطورية العثمانية، انتهت هذه الأزمة بانهزام الامبراطورية العثمانية وتخليها عن الكثير من أراضيها الأوربية لفائدة الدول المنتصرة.
- أزمة البلقان الثالثة غشت 1913م: على إثر الخلافات حول غنائم الحرب ضد الإمبراطورية العثمانية، قام نزاع بين بلغاريا من جهة، وصربيا ورومانيا واليونان والدولة العثمانية من جهة ثانية، انتهى بانتصار الطرف الأخير وتوزيع ممتلكات بلغاريا بين الدول المنتصرة، مع تقوية صربيا وضعف التحالف الثلاثي بعد انسحاب إيطاليا.
3.      اندلاع الحرب العالمية الأولى
بعد اغتيال ولي عهد النمسا فرانسوا فيرديناند من طرف منظمة صربية في 28 يونيه 1914، أعلنت النمسا بعد شهر الحرب على صربيا، فسارعت باقي الدول الأعضاء في الوفاق الثلاثي (فرنسا، إنجلترا، روسيا) إلى التعبئة للحرب ثم أعلنت دول التحالف (ألمانيا والنمسا-المجر والدولة العثمانية) الحرب على دول الوفاق، وقد مرت الحرب العالمية الأولى  بمرحلتين أساسيتين هما:
- المرحلة الأولى ( 1914 – 1916 ): تميزت بانتصار دول التحالف أو دول الوسط (ألمانيا، النمسا-المجر، الإمبراطورية العثمانية) على دول الوفاق (فرنسا، بريطانيا، روسيا القيصرية) مع دخول إيطاليا الحرب إلى جانب دول الوفاق.
- المرحلة الثانية ( 1917 – 1918 ): تميزت بانسحاب روسيا الاشتراكية من الحرب بعد معاهدة بريست ليتوفسك مع ألمانيا في مارس 1918م، وانتصار دول الوفاق (فرنسا، إنجلترا، إيطاليا) بعد دخول الولايات م الأمريكية الحرب إلى جانبهم.
خاتمة: انتهت التنافس الامبريالي ببسط النفوذ الأوربي على سائر شعوب العالم، كما انتهت الحرب العالمية الأولى بخسائر مادية وبشرية كبيرة وخلقت تغيرات كبرى في الخريطة السياسية بالعالم والتي كانت بمثابة الشرارة لاندلاع الحرب العالمية الثانية.


إرسال تعليق

0 تعليقات