ملخص درس الضغوط الاستعمارية على المغرب ومحاولات الإصلاح أواى باك علوم



تقديم إشكالي:  منذ احتلال الجزائر سنة 1830م وهزيمة الجيش المغربي الأولى في معركة إسلي سنة 1844 م وهزيمته الثانية في حرب تطوان سنة 1860 م، تعرض المغرب لموجة من الضغوط الاستعمارية أثرت على توازناته الداخلية. فما مظاهر الضغوط الاستعمارية على المغرب في القرن 19 م؟ وماهي مجالات محاولات الإصلاح التي قام بها المخزن المغربي؟
        I.            مظاهر الضغوط الاستعمارية على المغرب خلال القرن 19م.
      1.            الضغوط الاستعمارية العسكرية على المغرب خلال القرن 19م.
-          الضغوط العسكرية الفرنسية:
بعد احتلال فرنسا للجزائر سنة 1830 م، صوبت أنظارها نحو المغرب خاصة بعد دعمه لحركة المقاومة الجزائرية بقيادة الأمير عبد القادر، فقامت بقصف مركزين حساسين في الدولة المغربية ( مدينة طنجة يوم 6 غشت 1844م ومدينة الصويرة يوم 11 غشت 1844م) ثم انهزام الجيش المغربي برا ضد القوات الفرنسية في معركة إسلي يوم 14 غشت 1844م وهو ما كشف هشاشة المؤسسة العسكرية المغربية، ففرض على المغرب اتفاقية للا مغنية 18 مارس 1845م التي تضمنت مجموعة من الشروط لتسوية قضية الحدود بين المغرب والجزائر المحتلة، حيث حددت الحدود بدقة في الجزء الشمالي (من السعيدية إلى ثنية الساسي) أما الجزء الجنوبي فبقي غامضا.
-          الضغوط الإسبانية:
أزاحت هزيمة معركة إسلي النقاب عن ضعف المغرب عسكريا، فادعت إسبانيا أن لها حقوقا تاريخية في المغرب، فقامت بتوسيع مجال حدودها في سبتة وهو ما أثار غضب قبيلة انجرة، فأعلنت إسبانيا الحرب على المغرب التي انتهت باحتلال مدينة تطوان في 6 فبراير 1860م (حرب تطوان 1859-1860م) بعدها تم عقد معاهدة صلح 26 أبريل 1860 تضمنت عدة شروط أخطرها دفع المغرب 20 مليون ريال التي استنزفت خزينة الدولة، ورهن 50% من جمارك المراسي، وتوسيع حدود سبتة ومليلية مقابل انسحاب إسبانيا من تطوان.
      2.            الضغوط الاستعمارية الديبلوماسية.
- الضغوط الديبلوماسية البريطانية:
أقنع المندوب الإنجليزي دراموند ھاي المغرب بضرورة التخلي عن سیاسة الحماية الجمركية، فتم التوقیع على الاتفاقية التجارية المغربية الإنجليزية سنة 1856م التي منحت للإنجلیز عدة امتيازات من بینھا حق الاستقرار بالمغرب، ومزاولة التجارة، وامتلاك العقارات، وإلغاء القیود الجمركية المفروضة على الصادرات، وإسقاط الكونطرادات على مجموعة من المواد،... كما منحت بریطانیا الحمایة القنصلیة لوسطائھا التجاریین المغاربة.
- الضغوط الديبلوماسية الاسبانية والفرنسية:
تمكنت إسبانيا من جعل المغرب يوقع معاهدة سنة 1861م، التي أتاحت لها مجموعة من الامتيازات الاقتصادية، ومنح الحمایة القنصلیة لمحمييها المغاربة، كما ھو الشأن بالنسبة بریطانیا، وفي سنة 1863 تمكنت فرنسا من الحصول على نفس الامتيازات الاقتصادية والحماية القنصلية أو الدبلوماسية.
- الضغوط الدبلوماسية الجماعية:
في سنة 1880م انعقد مؤتمر مدريد الذي كرس نظام الحماية القنصلية، وعممه لفائدة الدول الأوربية والولايات المتحدة الأمريكية الحاضرة في المؤتمر، كما رسخ الامتيازات الاقتصادية الممنوحة للأوربيين، وأعطى للأجانب حق الملكية العقارية.



      II.            محاولات الإصلاح بالمغرب خلال القرن 19م: المجالات والحصيلة.
1.      مجالات الإصلاح بالمغرب خلال ق 19م.
‌أ.         مظاهر الإصلاح العسكري.
- تكوين نواة جيش وطني عصري عوض جيش القبائل التقليدي.
- إرسال بعثات طلابية لتلقي التعليم والتدريب العسكريين في  دول أوربا.
- استقدام مدربين عسكريين أجانب لتأطير الجنود المغاربة وتدريبهم على استعمال الأسلحة الحديثة.
- استيراد أسلحة وقطع حربية من أوربا، وإحداث مصانع للأسلحة والذخيرة بفاس ومراكش.
‌ب.     الإصلاح الإداري والتعليمي
- إصلاح إدارة الموانئ بتعيين أمناء للموانئ.
- إحداث وزارات تشرف على شؤون الدولة الداخلية والخارجية.
- إصلاح نظام السلطات المحلية بإحداث قيادات صغرى للحد من نفوذ القواد الكبار.
- الاهتمام بالتعليم الحديث كالرياضيات والكيمياء وإصلاح التعليم العتيق.
‌ج.      الإصلاح الاقتصادي والمالي
- الاهتمام بالأسواق التجارية وتنشيط المبادلات.
- الاهتمام بالزراعات التسويقية كالقطن والسكر وإحداث معامل من أجل ذلك.
- تطوير البنية التحتية كالقناطر والموانئ والمنارات.
- إصلاح الجهاز المالي بتنظيم المداخيل والمصاريف وتحديد مهام الأمناء.
- تنظيم الميدان الجبائي بفرض المكوس وتوحيد الأوزان.
- إصلاح المجال النقدي بتحديد قيمة كل عملة وسك نقود توافق الأحكام الشرعية بباريس.
2.      حصيلة الإصلاحات المغربية خلال ق 19م.
تميزت الإصلاحات المغربية خلال القرن 19م بمحدوديتها وعدم تحقيق أهدافها نتيجة عدة عوامل:
- ضعف موارد خزينة الدولة وضخامة نفقات الإصلاحات.
- تزايد ظاهرة الحماية القنصلية التي أضعفت هيبة الدولة المغربية، وأضعفت موارد الخزينة.
- امتناع المحميين وشرائح واسعة من المغاربة عن دفع الضرائب.
- معارضة بعض العلماء والفقهاء للإصلاحات بسبب رفضهم لكل ما هو جديد وحديث.
- معارضة بعض الفئات المتمسكة بامتيازاتها التقليدية للإصلاحات لأنها لا تخدم مصالحها.
-  استخدام طلاب البعثات العسكرية في مجالات لا صلة لها بمؤهلاتهم، أو في قطاعات غير منتجة.
- عرقلة الأوربيين للإصلاحات المغربية بحكم أطماعهم الاستعمارية.
خاتمة: ساهمت الضغوط الاستعمارية الأوربية واستفحال ظاهرة الحماية القنصلية وفشل محاولات الإصلاح في تقديم المغرب لسلسلة من التنازلات أنهكت خزينة الدولة وأفقدتها سيادتها ومهدت الطريق لفرض نظام الحماية عليه في مطلع القرن العشرين.
إعداد الأستاذ: نورالدين الشوح

إرسال تعليق

0 تعليقات