مفهوم التنمية، تعدد المقاربات، التقسيمات الكبرى للعالم
تقديم إشكالي: انتقل
مفهوم التنمية من الارتباط بالتنمية الاقتصادية التي ترتكز على المؤشرات الاقتصادية
والقوة البشرية كعنصر منتج، إلى الارتكاز على التنمية الاجتماعية والثقافية
والاقتصادية.
فما هو مفهوم التنمية ؟ و ما
استراتيجياتها و مقارباتها ؟ و ما التقسيمات الكبرى للعالم وفق خريطة التنمية ؟ و
ما العوامل المفسرة لتباين مستويات التنمية البشرية ؟
I.
التنمية : مفهومها واسترتيجياتها،
ومقارباتها:
1.
مفهوم التنمية:
التنمية هي التحسين المستدام لشروط
حياة السكان على جميع المستويات، تتخذ أبعادا متعددة، اقتصادية واجتماعية وسياسية
وبيئية، بعكس النمو الذي يقتصر على المؤشرات الاقتصادية، ولقياسها تم وضع مؤشر
التنمية البشرية الذي يتألف من ثلاثة معايير هي:
- مستوى الرعاية الصحية: يشمل أمد الحياة و نسبة وفيات الأطفال.
- المستوى الثقافي والتعليمي : يحدد على أساس نسبتي التمدرس
والأمية.
- مستوى الدخل الفردي: الذي يساوي حاصل قسمة الناتج الوطني الخام PNB على عدد
السكان.
يصنف مؤشر التنمية البشرية إلى: ضعيف ( 0- 0.49 )، ومتوسط ( 0.5 – 0.69 )، مرتفع (0.7-0.8) مرتفع جدا ( 0.8 – 1).
2.
استراتيجيات التنمية في
العالم الثالث:
يمكن التمييز بين تجربتين تنمويتين
هما:
- اقتصاد ممركز على الذات: متأثر بالنظام الاشتراكي سابقا، يرتكز
على تثمين الموارد المحلية والسوق الداخلية.
- اقتصاد منفتح على السوق الخارجية: يقوم على الانطلاق من صناعات
لا تتطلب استثمارات مهمة وتطوير الصادرات الصناعية.
3.
المقاربات الأساسية للتنمية:
- المدخل الاقتصادي: يعتمد المدخل الاقتصادي للتنمية على عدة
عناصر أهمها: الشراكة مع الفاعلين الأساسيين، محاربة الفقر والجوع، توفير البنية
التحتية، حل مشكل المديونية، دعم الأنشطة الاقتصادية...
المدخل الاجتماعي والسياسي للتنمية: يركز على رفع مستوى عدة
عناصر أهمها المجال التعليمي والصحي والحقوقي والمشاركة في اتخاذ القرار.
المدخل البيئي للتنمية: يتكون هذا المدخل من عدة عناصر تهدف إلى
الحفاظ على البيئة وحمايتها من التدهور.
II.
التقسيمات الكبرى للعالم وفق خريطة
التنمية، وعوامل تباين مستويات التنمية البشرية:
1.
تجليات التقسيمات الكبرى للعالم من
خلال خريطة التنمية البشرية:
حسب مؤشر التنمية
البشرية الذي يعتمد لقياس مستوى التنمية البشرية بناء على ثلاث مستويات أساسية: مستوى
الرعاية الصحية والمستوى الثقافي والتعليمي ومستوى الدخل الفردي، يمكن تقسيم بلدان
العالم إلى مجموعتين:
- البلدان المتقدمة أو
دول الشمال ذات مستوى مرتفع لمؤشر التنمية البشرية (أمريكا الشمالية وأوربا
واليابان وأستراليا)
- البلدان ضعيفة التطور
أو دول الجنوب، ذات مستوى منخفض لمؤشر التنمية البشرية (دول إفريقيا
وأغلب دول أسيا وأمريكا الوسطى والجنوبية)
كما يمكن تقسيم بلدان
العالم إلى ثلاث فئات حسب مستويات مؤشر التنمية:
- دول قوية اقتصاديا و
ذات مستوى مرتفع (أكبر من 0,8) أمريكا الشمالية وأوروبا الغربية واليابان
وأستراليا.
- دول ذات مستوى متوسط
لمؤشر التنمية البشرية (أكبر من 0,5) الدول الصناعية الجديدة والدول المصدرة
للبترول والدول السائرة في طريق النمو
- دول ذات مستوى ضعيف
لمؤشر التنمية البشرية (أقل من 0,5) أغلب دول إفريقيا واليمن
2.
نظريات عامة مفسرة لتباين مستويات
التنمية البشرية:
- تفسير ذو أساس طبيعي: يعتبر المناخ المسؤول عن تقدم أو تخلف
الدول ( مناخ معتدل – مناخ حار )
- تفسير ليبرالي: يؤكد على ضرورة المرور بمراحل النمو، و يربط
التخلف بأسباب داخلية ( عقليات قديمة، ضعف الاستثمار)
- تفسير ماركسي: يربط التخلف بعوامل خارجية منها الاستعمار
والتبادل اللامتكافئ الموروث عنه.
- تفسير جغرافي: يرجع التخلف إلى عوامل داخلية و خارجية.
- تفسير خاص بضعف مستوى التنمية البشرية في دول الجنوب،
الذي يرجعه إلى: - التطور السكاني السريع، فتوة هرم الأعمار. - بطء وتيرة النمو الاقتصادي، و
استفحال المشاكل الاجتماعية. - ضعف مؤشرات الحكم الصالح.
خاتمة : يتفاوت مستوى التنمية البشرية
بشكل مستمر بين دول الشمال ودول الجنوب، وعلى هذه الأخيرة أن تبذل المزيد من الجهد
لتحقيق مستقبل تنموي لشعوبها.
إعداد الأستاذ: نورالدين الشوح
0 تعليقات