ملخص درس مشكل الماء وظاهرة التصحر في العالم العربي، أولى باك علوم



تقديم إشكالي: يواجه العالم العربي مجموعة من التحديات أهمها مشكل الماء وظاهرة التصحر، مما يستدعي اعتماد تدابير للحد من خطورتها. فما مظاهر مشكل الماء وظاهرة التصحر بالعالم العربي؟ وما العوامل المفسرة لذلك؟ وما المجهودات المبذولة للحد من خطورتهما؟
                           I.                 تشخيص مشكل الماء وظاهرة التصحر في العالم العربي.
                        1.                 مشكل الماء وخطورته بالعالم العربي.
تعد منطقة العالم العربي من أكثر المناطق التي تعرف عجزا حادا في الموارد المائية، ومن مظاهر هذا المشكل:
- انخفاض حصة الفرد السنوية إلى أدنى مستوياتها (أقل من 600م3) وتقل في بعض الدول عن 200م3.
- الموارد المائية المتاحة تتشكل أساسا من المياه السطحية (97%)
- 65% من المياه السطحية ذات مصدر خارجي أو مياه مشتركة مع دول أخرى، مثل نهر النيل ودجلة والفرات ونهر السنغال... مما يجعل المنطقة مهددة بالصراع حول الماء مستقبلا، خاصة مع تراجع مستويات المياه.
- ااختلاف توزيع الموارد المائية بالعالم العربي حسب المناطق، حيث تتركز حوالي 40% منها ببلدان النيل والقرن الإفريقي، و35% ببلاد الشام والعراق، و20% ببلدان المغرب العربي، وفي المرتبة الأخيرة تأتي شبه الجزيرة العربية بحوالي 5 %.
- تفاوت في توزيع الموارد المائية حسب الدول، فإذا استثنينا بلدان الهلال الخصيب والقرن الإفريقي والنيل التي تستفيد من التزويد الخارجي بالإضافة إلى المغرب، فإن باقي الدول تعاني من نقص شديد في الثروة المائية، بسبب قحولة المناخ وضعف الفرشة المائية.
                        2.                 ظاهرة التصحر بالعالم العربي وخطورتها.
التصحر: هو تدهور الأراضي الزراعية وفقدانها للحياة النباتية والتنوع الحيواني، بعد تراجع أو انعدام خصوبتها وقدرتها على الإنتاج، بسبب التغيرات المناخية والأنشطة البشرية.
تعتبر منطقة العالم العربي أكثر مناطق العالم التي تعاني من ظاهرة التصحر، ومن أهم مظاهره في العالم العربي:
- الترمل أو زحف الرمال على الواحات والمناطق الزراعية والسكنية، وتدهور الغطاء النباتي، وتراجع أو فقدان التربة لخصوبتها.
- ارتفاع نسبة التصحر بالعالم العربي حيث تصل إلى 68% كما أن 20% من الأراضي مهددة بالتصحر.
- تباين نسبة التصحر بين مناطق العالم العربي، حيث تمثل منطقة المغرب العربي 48,5% من الأراضي المتصحرة بالعالم العربي، ثم شبه الجزيرة العربية 29,4% وبعدها حوض النيل 19,4% ثم منطقة الهلال الخصيب 2,7%.
لقد أثرت ظاهرة التصحر تأثيراً كبيرا على الحالة الاقتصادية في البلدان العربية، حيث تعاني أغلبها من مشكلة الأمن الغذائي نتيجة ارتفاع الاستهلاك مقارنة بالإنتاج المحلي، ورافق ذلك الارتفاع في أسعار المنتجات الغذائية.
                         II.                تفسير مشكل الماء وظاهرة التصحر بالعالم العربي.
1.          العوامل المسؤولة عن مشكل الماء.
من أهم العوامل المسؤولة عن مشكل الماء في العالم العربي:
- محدودية التساقطات، وتوزيعها الجغرافي غير المتكافئ بسبب الموقع الجغرافي للدول العربية في المنطقة الجافة.
- عدم ترشيد استعمال المياه في الميدان الزراعي بسبب ضعف كفاءة نظام الري.
- تدهور الموارد المائية الجوفية وتملحها بسبب الاستغلال المفرط.
- تحكم دول الجوار في المياه المشتركة التي تمثل 88% من الموارد المائية بالوطن العربي (نهر النيل، دجلة والفرات...)
- التزايد الديمغرافي وما يرتبط به من تزايد الحاجة إلى الماء.
2.          العوامل المفسرة لظاهرة التصحر
v     العوامل الطبيعية:
- التقلبات المناخية البعيدة المدى التي ساهمت في تشكل الصحاري الكبرى بالوطن العربي.
- التقلبات المناخية المصاحبة لحالات الجفاف الدورية وارتفاع درجة الحرارة والرياح وندرة الموارد المائية.
v     العوامل البشرية:
- الاستغلال المفرط والعشوائي للأراضي الزراعية.
- الاستغلال المفرط للغطاء النباتي عبر الرعي الجائر واجتثاث الغابات...
- الاستخدام السيئ للموارد المائية، باستعمال أساليب رديئة والإفراط في استعمال مياه الري.
                       III.                الجهود المبذولة لمواجهة مشكل الماء ومكافحة ظاهرة التصحر.
1.          الجهود المبذولة لمواجهة مشكل الماء.
- اعتماد سياسة السدود، خاصة الدول العربية التي تتوفر على  شبكة نهرية كالمغرب ومصر والسودان والعراق وسوريا وموريتانيا.
- تحلية مياه  البحر، خاصة من طرف دول الخليج التي تحتل الصادرة عالميا في هذا المجال.
- إقامة مشاريع مائية كبرى مثل مشروع النهر الصناعي في ليبيا، الذي عمل على نقل المياه  الباطنية من جنوب البلاد إلى شمالها.
2.          الجهود المبذولة لمكافحة ظاهرة التصحر.
- القيام بعملية التشجير في المناطق المتدهورة ومحاربة قطع الغابات والرعي الجائر. - تثبيت الرمال بطرق متعددة.
- الحفاظ على التربة من التعرية بتنمية الغطاء النباتي. - وقف الزحف العمراني على الأراضي الزراعية.
- الحد من إنهاك التربة بترشيد، استعمال الأسمدة والري مع الأخذ بالدورة الزراعية. - إصدار قوانين المحافظة على الثروات الطبيعية.
خاتمة: إذا كانت المنطقة العربية تعاني من خصاص في الموارد المائية وتواجه ظاهرة من أخطر الظواهر الطبيعية، غير أنها تتوزع بشكل غير منتظم بين دول المنطقة، كما أنها لا تستغل بشكل جيد لتنمية المنطقة اقتصاديا واجتماعيا.
إعداد الأستاذ: نورالدين الشوح

إرسال تعليق

0 تعليقات