ملخص درس الاتحاد الأوربي نحو اندماج شامل أولى باك علوم

تقديم إشكالي: یعد الاتحاد الأوربي من أبرز التكتلات الجهوية الفاعلة في المجال العالمي، وأقوى تكتل اقتصادي، لكنه  لم يحقق الاندماج الشامل. فما مراحل ومظاهر اندماج بلدان الاتحاد الأوربي؟ وما العوامل المفسرة لھذا الاندماج؟ وما معيقات اندماجه الشامل؟

          I.            مراحل ومظاهر اندماج بلدان الاتحاد الأوربي.

        1.            مراحل الاندماج الاقتصادي للاتحاد الأوربي.

انطلق اندماج بلدان الاتحاد الأوربي بتأسيس المجموعة الأوربیة للفحم والفولاذ سنة 1951م بتكتل ست دول (فرنسا، ألمانيا الغربية، إيطاليا، بلجيكا، هولندا، اللكسمبورغ) ثم المجموعة الاقتصادیة الأوربیة سنة 1957م، وبعدها الاتحاد الأوربي بعد معاهدة ماستريخت سنة 1992م وقد مر الاندماج الاقتصادي لبلدان الاتحاد الأوربي بالمراحل التالیة :

- خلال الستينات : إلغاء القیود الجمركية، وتحقیق حریة مرور الید العاملة، والشروع في تطبیق السیاسة الفلاحية المشتركة.

- خلال السبعينيات : انضمام المملكة المتحدة وإيرلندا والدنمارك سنة 1973م، ووضع نظام نقدي أوربي استهدف تقليص الھوة بین العملات الأوربیة وضمان استقرارھا.

- خلال الثمانینات : انضمام اليونان 1981م وإسبانيا والبرتغال 1986م، إحداث نظام الحصص لتحدید إنتاج الصلب، وإصدار جواز سفر أوربي (اتفاقية شنغن التي تنص على حریة تنقل الأفراد بین الدول الأعضاء) ووضع سیاسة موحدة للصيد البحري.

- مرحلة الاتحاد الأوربي : توقيع معاهدة ماستريخت سنة 1992م التي أقرت الاتحاد الأوربي، وتوحيد السياسة الاجتماعية والأمنية والسیاسة الخارجیة لدول الإتحاد الأوربي، وطرح مشروع إصدار عملة موحدة، وانضمام مجموعة من الدول آخرها كرواتيا سنة 2013م وانسحاب المملكة المتحدة سنة 2020م.

        2.            مظاهر اندماج الاتحاد الأوربي.

المجال السياسي : التوقيع على الدستور الأوربي سنة 2004م، الذي يركز على الديمقراطية التمثيلية والحقوق المدنية والسياسية لكل مواطني الدول الأعضاء بالاتحاد.

- المجال الفلاحي : وضع السیاسة الفلاحية المشتركة، التي أدت إلى الرفع من المردودية وزیادة الإنتاج، وضمان تموین الأسواق...

- المجال الصناعي : مشاریع صناعیة مشتركة، مثل مشروع إیرباص لصناعة الطائرات، وبرنامج أریان لصناعة معدات غزو الفضاء.

- القطاع المالي : تداول الأورو كعملة موحدة بین مجموعة من دول الاتحاد الأوربي منذ سنة  2002م.

- القطاع التجاري : أھمیة المبادلات التجاریة بین الدول الأعضاء، كما أصبح الاتحاد الأوربي قوة تجارية عالمية.

        II.            العوامل المفسرة لسير الاتحاد الأوربي نحو الاندماج وحصيلته.

1.      العوامل المفسرة لاندماج الاتحاد الأوربي.

- العامل البشري : ارتفاع عدد السكان (أكثر من 500 مليون نسمة)، وارتفاع نسبة الساكنة النشيطة التي تتميز بارتفاع الدخل الفردي ونسبة التمدرس... إضافة إلى حرية مرور الأفراد من خلال اتفاقية شنغن سنة 1985م

- العامل التنظيمي : الاعتماد على مجموعة من المؤسسات التي تسهر على تحقيق الاتحاد بين الدول الأعضاء في جميع المجالات، كمجلس الوزراء والمجلس الأوربي والبرلمان الأوربي... إضافة إلى نهج الرأسمالية اللبرالية في الاقتصاد والنظام الديمقراطي.

- العامل التجاري : مكانة متميزة في التجارة العالمية (المرتبة الثانية في الصادرات والواردات) ودينامية التجارة الداخلية البينية.

- العامل الجغرافي  :الانتماء لنفس القارة (أوربا) التي تتمیز بموقع استراتیجي وظروف طبیعیة ملائمة.

- العامل التاريخي : التاریخ المشترك كالحربین العالمیتین الأولى والثانیة، والأزمة الاقتصادیة لسنة  1929م...

2.      حصيلة الاندماج بين بلدان الاتحاد الأوربي.

- المجال الفلاحي : احتلال مكانة متميزة عالميا في كثير من المنتجات الفلاحية مثل السكر والقمح والذرة ولحوم الأبقار والخنازير.

- المجال الصناعي : احتلال مراتب متقدمة عالميا في عدة صناعات مثل صناعة السیارات والصناعة الإلكترونية...

- المجال التجاري : يعتبر الاتحاد الأوربي فاعل تجاري عالمي مهم، حيث يتعامل تجاريا مع جميع القارات، كما یعد القوة التجارية الأولى في العالم إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية، كما أن البنية التجارية لصادرات وواردات الاتحاد الأوربي تتشكل أساسا من المواد المصنعة.

3.      بعض معوقات الاندماج الشامل للاتحاد الأوربي.

- مواجھة الصناعة الإلكترونية والمعلومیات الأوربیة لمنافسة شدیدة من طرف الیابان والولايات المتحدة الأمریكیة والصين.

- عدم تعمیم تداول العملة الموحدة  الأورو على جمیع الدول الأعضاء.

- شیخوخة الھرم السكاني، وضعف وتیرة النمو الديمغرافي، وبالتالي الحاجة إلى الید العاملة الأجنبیة.

- الأزمة المالیة الأخیرة وانعكاساتها الاقتصادية والاجتماعية.

- انسحاب المملكة المتحدة كأبرز قوة بالاتحاد الأوربي سنة 2020.

- التباین الاقتصادي والاجتماعي، حیث یمكن التمییز بین ثلاث مجموعات من الدول :

- الدول ذات الاقتصاد القوي والدخل الفردي المرتفع مثل ألمانیا وفرنسا وبریطانیا وهولندا وبلدان أوربا الشمالیة .

- دول ذات مستوى متوسط مثل إیطالیا وإسبانیا والبرتغال (أطراف مندمجة في الاتحاد الأوربي(

- دول ذات مستوى ضعیف مثل بلدان أوربا الشرقیة (أطراف في طور الاندماج (

خاتمة: یظل الاتحاد الأوربي فاعلا اقتصاديا مهما، ومن أقوى التكتلات الاقتصادية في العالم، رغم التحديات الصعوبات التي تحد من اندماجه الشامل.